الخميس، 28 أبريل 2016

تاريخ التعليم القائم على المشاريع
إنتاج مشروعات للمنهج ليس جديدًا ولا هو ثورة فكرية في التعليم، فقد كان جون ديوي من أوائل من نادي بفكرة «التعلم بالممارسة» وذلك في مقاله المشهور الذي حمل عنوان MyPedagogical Creed وفيه وضّح معتقداته فيما يتعلق بالتعليم قائلًا: «إن المعلم ليس في المدرسة لفرض أفكار معينة أو لتشكيل عادات معينة في الطلاب، ولكنه هناك بوصفه عضوًا في المجتمع يساعد في تحديد المسارات التي يجب أن تؤثر على الطالب وتساعده في الاستجابة بشكل مناسب لهذه التأثيرات، لذلك أثق فيما يسمى بالأنشطة التعبيرية والبنائية كمركز لإقامة علاقات متبادلة».
ثم طورت الأبحاث التربوية هذه الفكرة للتعليم والتعلم في منهجية تعرف باسم «التعلم القائم على المشاريع»، وأثبتت هذه الأبحاث أن الطلاب في الفصول الدراسية التي تبنت التعليم القائم على المشروع قد حازت  درجات أعلى من الطلاب في الفصول الدراسية التقليدية.
كما أن الأبحاث في علم الأعصاب وعلم النفس مكنت النماذج الإدراكية والسلوكية للتعلم الداعمة للتدريس المباشر التقليدي من توضيح مدى الارتباط المعقد بين المعرفة والتفكير والفعل والتعلم.
وفي عام 2011 وصف Markham التعلم لقائم على المشاريع على النحو التالي: «التعلم القائم على المشروع هو التعلم الذي يدمج ما بين المعرفة والفعل، حيث الطلاب يتلقون المعارف وعناصر المناهج الدراسية الأساسية، ولكنهم أيضًا يطبقون ما يعرفونه من أجل حل مشاكل حقيقية والحصول على نتائج قابلة للتطبيق».
وقد ارتبط التعليم القائم على المشاريع بالنظريات البنائية لجان بياجيه، حيث يكون التعليم عبر المشروع هو «منظور شامل يركز على التدريس من خلال إشراك الطلاب في التحقيق من خلال البحث عن حلول للمشاكل عن طريق طرح الأسئلة والتكرار، حيث يناقشون الأفكار، ويتنبؤون بالتوقعات، ويصممون الخطط أو التجارب، ويقومون بجمع وتحليل البيانات، واستخلاص النتائج، ويوصلون أفكارهم والنتائج إلى الآخرين، ويعاودون طرح أسئلة جديدة؛ لخلق منتجات جديدة من ابتكارهم.
تعريف التعليم القائم على المشروع
هناك العديد من الاختلافات حول تعريف التعليم القائم على المشروع، ولكن معظم التعريفات أجمعت على أن التعليم القائم على المشاريع هو مهمة منظمة أو المنتج المنسق والموجه للتعلم،  الذي عادة ما يركز على خبرات تعلم أصيلة، ويقتضي التحقيق المتعمق، ويشجع التفكير متعدد التخصصات، ويستثمر فوائد من التعاون، ويشمل التقييم المستمر.
وتكمن قوة التعلم القائم على المشروع في الأصالة وتطبيق البحوث في واقع الحياة وتعتمد فكرته الأساسية على إثارة اهتمام الطلاب بمشاكل العالم الحقيقي والدعوة للتفكير الجاد فيها وتحفيزهم على اكتساب وتطبيق المعرفة الجديدة في سياق حل المشكلة. ويلعب المعلم دور المُيسِّر، والعمل مع الطلاب يتركز حول تأطير المسائل الجديرة بالاهتمام وهيكلة المهام ذات المغزى، والتدريب على تطوير المعرفة والمهارات الاجتماعية.
ويتم هذا التعلم وفق نموذج قرص بلوم للتعلم، حيث ينتقل الطلاب أثناء تطبيق المشروع والتعلم منه من مرحلة المعرفة إلى الفهم، ثم التطبيق، ثم التحليل، فالتركيب، فالتقويم، مما يعزز تعلمهم وينمي قدراتهم العقلية العليا ويعرض الطلاب نتائج مشاريعهم في معرض خاص لعرض نتائج التعلم ويصاحب ذلك اكتساب معارف ومهارات وتنمية قدرات متنوعة تساعد الطالب على التوافق مع متطلبات الحياة في القرن الحادي والعشرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق